دَلالَةُ العُنوانِ وَالغِلافِ فِي السِّيرَة الذَّاتيَة (أثقل من رضوى) قراءة سيميائية
DOI:
https://doi.org/10.32410/huj-10294الملخص
يَتَمَـتَّعُ النَّصُّ الأدَبِيّ الحَدِيثُ بِطَاقَةٍ إنتَاجِيَّةٍ هَائِلَةٍ، فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى استِثمَارِ مُكَوِّنَاتِـهِ جَمِيعاً، مِنْ أجلِ تَكثِيفِ بُنيَتِهِ الدَّلاَلِيَّةِ الوَاسِعَةِ فِي عَلاَمَاتٍ لُغَوِيَّةٍ وَغَيرِ لُغَوِيَّةٍ، وَبُنىً شَكلِيَّةٍ مَعدُودَةٍ وَمَحصُورَةٍ، ذَلِكَ أنَّ الاقتِصَادَ اللُّغَوِيَّ وَالتَّركِيزَ الدَّلاَلِيَّ سِمَتَانِ رَئِيسَتَانِ لَهُ، فَهوَ يَدُلُّ بِشَكلِهِ الهَنْدَسِيّ وَتَرتِيبِ كَلِمَاتِهِ وَعِبَاراتِهِ، وَكَيفِيَّةِ طِبَاعَتهِ وَنَوعِيَّةِ خَطِّـهِ وَحَجْمِهِ، بِحَيثُ لا يَأتِي جُزءٌ مِنْهُ اعْتِبَاطاً مِن دُونِ أدَاءِ وَظِيفَةٍ دَلاَلِيَّة.
هَذِهِ السِّمَةُ جَعَلَتِ النَّصَّ الحَدِيثَ أكثَرَ غُمُوضاً وَكَثَافةً، إذْ لاَ يُمكِنُ لِمَنهَجٍ نَقْدِيًّ وَاحِدٍ الإحَاطَةُ بِكُلِّ مَا يَحمِلُهُ مِنْ دَلاَلاَتٍ، فَقَدِ اضْطُرَّ النَّاقِدُ إلَى المـُزَاوَجَةِ بَيْنَ عِـدَّةِ مَنَاهِجَ نَقدِيَّـةٍ لِلظَّـفرِ بِمَكَامِنِهِ ، وَاسْتِقرَاءِ دَوَالِّـهِ وَفَكِّ شِفرَاتِهِ، وَمَا زَادَ مِن احتِياَجِ النَّـاقِدِ إلَى التَّزوُّدِ بِمَنَاهِجَ عِدَّةٍ فِي عَمَلِيَّةِ القِرَاءَةِ إشكَالِيَّةُ التَّجنِيسِ فِي بَعضِ النُّصُّوصِ الأدَبيَّةِ، وَالخَلْطُ بَينَ مَلاَمِحِ أكثَرَ مِنْ نَوعٍ أدَبِيّ، فَقَد يَأخُذُ النَّصُّ الشِّعرِيُّ تِقْنِيَّـاتٍ سَردِيَّةً، وَقَدْ يَعتَمِدُ نَصٌّ نَثرِيّ عَلَى آلِيَّـاتِ اللُّغَةِ الشِّعرِيَّةِ فِي التَّعبِيرِ، وَقَد أدَّى اندِثَارُ الحُدودِ بَينَ الأنوَاعِ الأدَبيَّةِ الحَديثَةِ إلى تَدَاخُلِ النُّصُوصِ والأنوَاعِ.
مِنْ هَذَا الـمُنطَلَقِ عَكَفَ هَذَا البَحثُ عَلَى قِرَاءةِ مَظهَرٍ وَاحِدٍ مِنَ المـَظَاهِرِ الدَّالَّـةِ لِنَـصٍّ طَويلٍ مَلِيءٍ بِالمَضَامِينِ وَالدَّلاَلاَتِ، لِيَجعَلَ مِنهُ لَوحةً فَـنِّيـَّـةً خَلِيطَةً مِنَ اللُّغَةِ وَالألوَانِ، فَهِيَ لَيسَت لَوحَةً مِنَ الفَـنِّ التَّشكِلِيّ فَحَسبُ، وَلَيسَت عِبَاراتٍ لُغَويَّـةً مُوحيَةً وَحدَهَا، فَلاَ يُمكِنُ تَأويلُهَا بِالاعتِمَادِ عَلَى مُعطَياتِ النَّـقدِ الأدَبِيّ وَحدَهُ، أو آلِيَّـاتِ القِراءَةِ وَالتَّـأويلِ فِي فَنِّ الرَّسمِ، بَل يُمكِنُ لِلمَجالَيْنِ أنْ يَكونَا رَافِدَينِ أسَاسِيَّينِ يَصُـبَّانِ فِي مَنهَجٍ خَاصٍّ يُفَسِّرُ الدَّوالَّ المـُشَـكِّلَةَ لِتِلكَ اللَّوحَةِ، وَتُكمِلُ البُنيَتانِ إحدَاهُمَا الأُخرَى، أي البُنيَةُ اللُّغَويَّـةُ المـُتَمَـثِّلةُ فِي العِبَاراتِ وَبُنيَةُ الرَّسمِ المـَنقُوشِ بِالألوَانِ، فَكِلتَاهُما تَدُلاّنِ عَلَى مَا سَيَكونُ عَلَيهِ النَّـصُّ مِنَ البِنَاءِ الفَنـِّي، وَيَأخُذُ المـَنهَجُ بِعَينِ الاعتِبَارِ أنَّ اللَّوحَةَ المـقرُوءةَ مَا هِيَ إلاَّ وَاجِهَةَ نَـصٍّ أدَبِيّ وَبَوَّابَتَهُ إلَى عَالَمِهِ الوَاسِعِ.
وَقَد رَأينَا أنَّ المـَنهَجَ الأنسَبَ لِنَصٍّ كِهَذَا هُوَ المـَنهَجُ السِّيميائِيّ الَّذِي يُعنَى بِقِراءَةِ الدَّوالِّ اللُّغَويَةِ وَغَيرِ اللُّغَويَةِ وَتَأوِيلِها، وَيَدرُسُ العَلاَقَاتِ الدَّلاَلِيَّةَ القَائِمَةَ بَينَهَا وَمَا يَربِطُهَا بِمُجمَلِ النَّصِّ، خُصُوصاً إذَا عَرَفنَا أنَّ النَّصَّ الَّذِي يَحمِلُ هَذَا الغِلاَفَ هُو نَصٌّ سَردِيّ بِخُصُوصيَّاتِ السِّيرَةِ الذَّاتِيَةِ، وَقَد جَاءَ تَقسِيمُ مَادَّةِ البَحثِ بِحَسبِ طَبيعَةِ اللَّوحَةِ المَقروءَةِ المُكَوَّنَةِ مِنَ الدَّوالِّ اللُّغَويَّةِ والصُّورَةِ المَرسُومَةِ بِالألوَانِ فِي فِقرَتَينِ (أولاً: العُنوان، ثَانياً: صُورَةُ الغِلافِ).
پوختە
ئەم توێژینەوەیە بە ناونیشانی (دەلالەتی ناونیشان و بەرگ لە بایۆگرافیادا (أثقل من رضوى) خوێندنەوەیەکی سیمیۆتیکی) هەوڵێکە بۆ شیکردنەوەی ڕوپەڕی بەرگ و ناونیشانی ئەو بەرهەمە کە هی ژنەڕۆماننوسی میسریی ڕەزوا عاشورە، ئەم بەرهەمە بە نەفەسێکی ڕۆمان ئامێز نووسراوە و جوانی و تایبەتمەندیی شێواز و بونیادە هونەریەکەی وایکردوە بە شاکارێکی گەورە ئەژمار بکرێت، هەر لە ناونیشانەوە خوێنەر ئاشنا دەبێت بە ناوەرۆکی و تێدەگا کە ئەم نووسینە ڕاز و نیازی ژنێکی ماندوو و خاوەن پەیامە و دەیەوێ لە ڕێگای ئەدەبەکەیەوە خۆی بناسێنێت، ژنێک دامەزراو و بەهێز وەکو چیا لە بەرامبەر ناسۆرەکانی ژیانی خۆی و کۆمەڵگاکەیدا، کە ترس و تۆقاندنی دەزگا داپڵۆسێنەرەکانی ئاسایشی میسریی نەیتوانیووە چۆکی پێدابدا و لە پەیامەکەی دایببڕێت، ئەو دەیەوێت ژیان لە چاوی ژنێکەوە بگێڕێتەوە.
المراجع
-أثقل من رضوى مقاطع من سيرة ذاتية، رضوى عاشور (دار الشروق،القاهرة، ط2، 2013).
-بحوث في الرواية الجديدة، ميشال بوتور، ت: فريد أنطونيوس (منشورات عويدات، بيروت، ط 3، 1986).
-بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، حميد لحمداني، (المركز الثقافي العربي، بيروت، 1991).
-التفضيل الجمالي دراسة في سيكولوجية التذوق الفني، د.شاكر عبد الحميد (عالم المعرفة، العدد 267، مارس2001، الكويت).
-سيرة جبرا الذاتية في (البئر الأولى وشارع الأميرات)،خليل شكري هياس (اتحاد الكتاب العرب، دمشق،2001).
-سيمياء العنوان، د. بسام قطوس (وزارة الثقافة، عمان، الأردن، 2001).
-سيموطيقا العنوان في شعر عبد الوهاب البياتي، د. عبد الناصر حسن محمد (دار النهضة العربية، القاهرة ، مصر،2002).
-السميوطيقا والعنونة، جميل الحمداوي (مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب ، كويت، مج 25 ، العدد 3، 1997).
-عتبات النص البنية والدلالة، عبد الفتاح الحجمري (شركة الرابطة – الدار البيضاء، 1996).
-العملية الإبداعية (في فن التصوير)، د. شاكر عبد الحميد (سلسلة عالم المعرفة، الكويت، يناير 1987).
-العنوان في الأدب العربي النشأة والتطور، محمد عويس (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1988).
-العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي، محمد فكري الجزار (الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 1998).
-قراءات في الشعر الحديث والمعاصر، د. خليل الموسى (منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2000).
-اللون لعبة سيميائية، فاتن عبد الجبار جواد (دار مجدلاوي، عمان، 2010).
-معجم الوسيط، إبراهيم مصطفى وآخرون (دار الدعوة ، استانبول ، تركيا،1989).
الدوريات:
-تمثيلات الأنا والآخر في رواية ظل الشمس لطالب الرفاعي، عفاف البطاينة: مجلة الفصول، العدد 75، شتاء/ربيع 2009، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ص 194.
الإنترنيت:
-قراءة في غلاف الرواية، محمد بلوافي، www.diwanalarab.com.
-مدخل نظري لدراسة العنوان، محمد رشد، منبر حر للثقافةوالأدب،www.diwanalarab.com.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2020 Ismail Ibrahim Mustafa, Faridoon Bahauddin Mohieddin
![Creative Commons License](http://i.creativecommons.org/l/by/4.0/88x31.png)
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
يوافق المؤلفون الذين ينشرون في هذه المجلة على المصطلحات التالية:
١. يحتفظ المؤلفون بحقوق الطبع والنشر ومنح حق المجلة في النشر الأول مع العمل المرخص له في نفس الوقت بموجب ترخيص المشاع الإبداعي [سيسي بي-نك-ند 4.0] الذي يسمح للآخرين بمشاركة العمل مع الإقرار بحقوق التأليف والنشر الأولي في هذه المجلة.
٢. يمكن للمؤلفين الدخول في ترتيبات تعاقدية إضافية منفصلة للتوزيع غير الحصري للنسخة المنشورة من المجلة من العمل (على سبيل المثال، نشرها في مستودع مؤسسي أو نشرها في كتاب) مع الإقرار بنسخة أولية نشر في هذه المجلة.
٣. يسمح للمؤلفين وتشجيعهم على نشر عملهم عبر الإنترنت (على سبيل المثال، في المستودعات المؤسسية أو على موقعهم على الويب) قبل وأثناء عملية التقديم، حيث يمكن أن يؤدي إلى التبادلات الإنتاجية، فضلا عن الاستشهاد المبكر والأكبر للعمل المنشورة ( انظر تأثير النفاذ المفتوح).